عشق البرازيليين لكرة القدم يدفعهم لاقامة متحف لها
ملخص
في البرازيل تعد كرة القدم من الاشكال الفنية المميزة. لذا فانه من المناسب ان يكون للرياضة التي يطلق عليها البرازيليون "اللعبة الجميلة" متحفها الخاص بها في هذه البلاد
ساو باولو (رويترز) - في البرازيل تعد كرة القدم من الاشكال الفنية المميزة. لذا فانه من المناسب ان يكون للرياضة التي يطلق عليها البرازيليون "اللعبة الجميلة" متحفها الخاص بها في هذه البلاد.
فالبرازيل هي الارض التي انجبت عظماء كرة القدم مثل جارينشا وزيكو وروماريو ورونالدو وكاكا اضافة الي اشهرهم جميهعا وهو بيليه. انها الدولة الوحيدة التي تأهلت الي كافة نهائيات كأس العالم كما انها الوحيدة التي فازت باللقب خمس مرات.
لكن والي الان فان البرازيل لا تمتلك متحفا وطنيا فعليا يمجد هذه الرياضة التي باتت مرادفة للثقافة البرازيلية. وقد تغير هذا في الشهر الماضي عندما افتتح متحف كرة القدم في استاد باكايمبو في ساو باولو.
فبمجرد الدخول الي المتحف يتم الترحيب بالزائرين باللغة البرتغالية والاسبانية والانجليزية بصورة بالحجم الطبيعي لبيليه الذي يحظى باحترام كبير في البرازيل حيث يرمز اليه فقط بكلمة "الملك".
وقال هوجو سوكمان من مؤسسة روبرتو مارينو التي ساعدت في تمويل بناء المتحف "يمتلك متحف اللوفر لوحة الموناليزا. نحن نمتلك تحفتنا الفنية الخاصة بنا وهي... بيليه."
وبشكل او باخر فان المتحف يعد مقاما او نصبا تذكاريا لبيليه واسمه الحقيقي اديسون ارانتس دو ناسيمنتو.
ويمثل المعرض المؤقت واحدا من اكثر المعارض روعة التي يضمها المتحف حيث يحتوي على 140 قطعة من مقتنيات بيليه الشخصية بما في ذلك الصندوق الخشبي لمسح الاحذية الذي كان يستخدمه وهو صبي ليكسب منه رزقه والكرة التي احرز بها هدفه رقم الف عام 1969.
ويتعقب المتحف انتقال كرة القدم من لعبة الصفوة الي معشوقة الجماهير في هذه الدولة الشاسعة التي تضم العديد من الاعراق والتي يعيش بها نحو 190 مليون نسمة. فمن غابات الامازون الي احياء الفقراء في مدن مثل ريو دي جانيرو وريسيفي تعد كرة القدم الشيء الثابت الذي يوحد البرازيليين على اختلاف مشاربهم.
وقال ليونيل كاز مدير المتحف "من الؤكد ان يكون متحف عن كرة القدم هو متحف حول تاريخ البرازيل والثقافة البرازيلية."
وتتسم اغلب اجنحة المتحف بالجاذبية حيث تستخدم احدث التقنيات للتأريخ للحظات المجد في تاريخ كرة القدم البرازيلية. وهناك مقاطع فيديو تم الحصول عليها من الصحفيين الرياضيين المشاهير والمشاهير البرازيليين تسرد لاكثر الاهداف التي لا تنسى التي مروا بها في حياتهم مع وجود شاشة تعرض للقطات الاصلية.
كما يوجد مرمى بالمواصفات الرسمية يمكن للزائرين ان يسددوا ركلة جزاء باتجاهه مع قيام جهاز رادار بقياس سرعة الكرة. وتوجد ايضا تسجيلات رائعة لبيليه وجارينشا تسجل اعلان معلقي الاذاعة عن لحظة احراز الاهداف وذلك بأعلى صوتهم اضافة الي عدد كبير من الصور والحقائق عن كافة بطولات كأس العالم الثمانية عشرة.
وفي احدى الحجرات يرتدي الزائرون نظارات ثلاثية الابعاد لمشاهدة عرض من اربع دقائق لرونالدينيو احسن لاعب في العالم وهو يستعرض مهاراته الكروية على انغام السامبا دون ان يدع الكرة تلمس الارض. وفي حجرة اخرى توجد 25 صورة بالحجم الطبيعي لاعظم لاعبي البرازيل على مر العصور وهي معروضة على شاشات مدلاة من السقف مما يجعلها تبدو كما لو انها معلقة في الهواء.
ويسرد معرض اخر لقصة تشارلز ميلر وهو نجل لاب اسكتلندي وام برازيلية من اصول انجليزية وهو الذي ادخل اللعبة في البرازيل عام 1894 عندما عاد بعد فترة اقامة في انجلترا حاملا كرتين وكتاب للقواعد.
وواصل ميلر المسيرة لينشيء اول فريق للمحترفين في كرة القدم وهو فريق ساو باولو اثليتيك وساعد في نشر اللعبة عبر انحاء البلاد عقب اعتزاله في عام 1910.
ويجتذب المتحف الذي تتكلف تذكرته ستة ريالات برازيلية (2.50 دولار) اقبالا جماهيريا كبيرا خاصة من قبل الاطفال.